أثناء معركة العدوان التي أدت إلى سقوط النظام خلال أحد عشر يوما، تفاجأ العالم بشخصية قيادية منضبطة، برجماتية، لديها القدرة التعامل مع المجهول دون فقدان البعد الاستراتيجي.
ومع تنامي الدعم الإقليمي والدولي للهذه القيادة، كان يتبادر لذهني سؤال بسيط:
لماذا لم تغتال إسرائيل أحمد الشرع بعد؟
كان المنطلق خلف السؤال هو السرديات الإسرائيلية الرائجة عن سوريا، والتي كانت تجمع على أن إسرائيل سوف تسعى إلى تقسيم سوريا.
وبناء عليه فإن وجود قيادة شرعية قادرة على جمع السوريين من حولها هو أكبر حجر في تحقيق هذا المخطط.
لذلك استمر السؤال في التبادر إلى ذهني: لماذا لم تغتال إسرائيل أحمد الشرع بعد؟
ولكن مع استمرار الشرع في نجاحاته داخليا وخارجيا، واكتسابه للشرعية المطلوبة داخليا وخارجيا وباضطراد مستمر، تبين لي أن السؤال الحقيقي الذي يجب أن أطرحه هو: هل فعلا إسرائيل تسعى لتقسييم سوريا؟
في الحقيقة، فإن آخر ما ينقص إسرائيل اليوم أن يكون على حدودها دولة مقسمة تحكمها ميليشيات، يسهل اختراقها وتوظيفها لمشاريع وأجندات خارجية.
ولكن بالتأكيد أيضاً ليس الحل الذي تبحث عنه إسرائيل هو دولة وطنية حرة تعيش على حدودها، لأن هذا من الناحية الاستراتيجية أخطر من الخيار الأول.
إذا وأمام هذه المعضلة، كيف يمكن أن نفهم تصرفات إسرائيل اليوم تجاه سوريا؟
من وجهة نظري المتواضعة فإن إسرائيل تحاول اليوم أن تحقق الخيارين معاً، إسرائيل تريد سوريا قوية بما يكفي لتكون دولة، وضعيفة بما يكفي لكي لا تشكل خطراً.
بمعنى آخر: تريدها دولة مع وقف التنفيذ.
برأيكم، ما هو شكل سوريا الذي تتمنى إسرائيل أن تراه على حدودها؟