لقد أورد المؤرخ وِل ديورانت حوارًا موجبًا للعِبرة حول السياسة، دار بين «كونفوشيوس» وأحد أتباعه ويدعى «تسي كوغ»؛ الذي كان يسأل أستاذه عن السلطة.
أجاب كونفوشيوس قائلًا:
على السياسة أن تؤمِّن أشياء ثلاثة:
1- لقمة العيش الكافية لكل فرد.
2- القدر الكافي من التجهيزات العسكرية.
3- القدر الكافي من ثقةِ الناس بحكّامهم.
سأل تسي كوغ: وإذا كان لابد من الاستغناء
عن أحد هذه الثلاثة فبأيِّها نُضحِّي؟
أجاب كونفوشيوس: بالتجهيزات العسكرية.
سأل تسي كوغ مرة أخرى: وإذا كان لابد أن نستغني عن أحد الشيئين الباقيين فبأيِّهما نُضحِّي؟
أجاب: "في هذه الحالة نستغني عن القوت؛ لأن الموت كان دائمًا مصير الناس، ولكنهم إذا فقدوا الثقة لم يبقَ أي أساس للدولة".
يعلق ابن نبي:
والشريعة الإسلامية جسدت هذه الفلسفة السياسية في العلاقة المتبادلة بين المحكوم والحاكم؛ فعلى المواطن السمع والطاعة، لكنه في الوقت الذي يلحظ فيه تجاوزا من رجل السلطة لأحكام الشريعة يرفض السمع والطاعة. فالعلاقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم تصبح مقطوعة لا تلزمهم بشيء.