قام الحماصنة يوم أمس الجمعة بإحياء ذكرى اعتصام الساعة الذي أقيم في حمص بتاريخ 18 نيسان 2011، والذي انتهى بعد فضّه بالقوة من قبل قوات الأمن والشبيحة. غير مفهومة تمامًا فكرة هذا الحدث الذي قامت محافظة حمص بتنظيمه وبذلت جهودًا كبيرًا لإنجاحه، فقد جرى تنظيف الساعة والساحة قبل الحدث وبعده بسيارات الاطفاء، وتم تركيب أجهزة صوتية كبيرة، وانتشر الأمن في نقاط مختلفة، وشارك فريق تنظيمي تابع لإحدى الجمعيات، كما تفرّغ المركز الإعلامي للمحافظة للتغطية والتصوير والتوثيق.
ما هي جدوى هذا الحدث الذي تم فيه استخدام قسم من موارد الدولة؟
إن كان إحياءً لذكرى الاعتصام الأول في سورية، فما هو الغرض من الإحياء أصلًا؟ هل لتثبيت سردية أن حمص (عاصمة الثورة) بعد تصريح الشيباني الأخير؟ أم لتذكير الناس بهذا اليوم؟ فإن كان الخيار الأول؛ فسردية عاصمة الثورة معروفة لدى كل السوريين ولن يغيّرها تصريح عابر، وإن كان الثاني فالناس في حمص يحفظون تاريخ الاعتصام عن ظهر قلب.
أما إن كانت الغاية التذكير بما يعرف بـ (مجزرة الساعة)، المختلف في عددهم وهويتهم، لماذا لم يتم ذكر أسماء الشهداء الموثقين والاحتفاء بهم؟
أما كان أفضل للمحافظة، إن أرادت جعل هذا اليوم بمثابة يوم وطني لحمص، أن تقوم بتسخير هذه الجموع لجعله حدثًا اقتصاديًا كبيرًا، شبيهًا بخميس المشايخ، تقام فيه معارض تجارية لصغار الكسبة والعاملين في بيوتهم وأصحاب البسطات والأكشاك، فتكون فرصةً لهم للتعيّش؛
حتى إذا تكرّر هذا الحدث كل سنة أصبح المواطنون من مختلف المدن السورية يأمّون حمص لحضوره.
ولذلك يُعاد التساؤل: ما هي الجدوى؟