Mohannad
ألم تسأموا ؟
فشل الإسلاميين في الحكم:
لطالما فشل الإسلاميون في الحكم؟ ألم يكن الأجدر بنا أن نحدد من البداية مَن هو الذي يمنحهم الحق في الوصول إلى السلطة؟
فإن كانت الأنظمة العلمانية هي التي تُقرر من يكون في الحكم، فلا يمكننا إلقاء اللوم على من فشلوا في خوض لعبة محسومة منذ البداية. فقد كان الانقلاب جاهزًا لهم، والفخ منصوبًا، فهل كان لهم من خيار آخر؟
محاولة الإسلاميين الوصول للسلطة:
أليس من الطبيعي أن يسعى كل تيار سياسي لتحقيق مشروعه؟
هل من المعقول أن نطالبهم بالابتعاد عن السياسة؟
أم أن السياسية يجب أن تكون حكرًا على جهة واحدة لا تتسع إلا لأفكار من فشلوا في الحكم فعلاً؟!
الإسلاميون لديهم مشروعهم، ومن لا يملك مشروعه، يكون قد فقد هويته من الأساس.
الهبوط بمنحدرات أخلاقية من مجازر وسفك دماء وقطع رقاب:
يقولون "المجازر وقطع الرقاب"، ولكن لم يكن التاريخ منصفًا معنا في سرد من بدأ أولاً.
هل ننسى كيف كانت الدماء تسيل في المدن تحت رايات العلمانية؟
في سوريا، هل كان النظام العلماني الأقلوي هو من بدأ قتل الأبرياء أم أن تلك الأنظمة كانت هي الحاضنة الأولى لمثل هذه الأعمال؟
وحتى الغلاة الذين سفكوا الدماء هم نتاج القمع والقهر العلماني والظلم والطغيان والإقصاء, وأول وأكثر من واجههم هم المسلمون أنفسهم.
فصل النساء عن الرجال بالتعليم:
هل نذكر سياسات الحكومات التركية الأتاكوركية التي أغلقت المدارس الإسلامية ومنعت المحجبات من التعليم مثلاً لا حصراً؟
الإمساك بمؤخرة السلطة وجرها للهاوية:
من الذي يمسك بمؤخرة السلطة حقًا؟
وهل كان الأكثر تمسكًا بالسلطة هم الإسلاميون أم الأنظمة العلمانية التي استخدمت مفاتيح السلطة لتفتح باب الهيمنة على حساب غالبية الشعب؟
أنظمة حاولت ضرب الأمل في وجوه من جاؤوا عبر صناديق الاقتراع، لتظل في قبضتها وتجر البلاد نحو هاوية لا تنتهي. لعبة السيطرة، تلك التي يُمَارس فيها الحظ لصالح القلة وتهمل فيها الأغلبية.
احتكار السلطة:
هل الإسلاميون من يحتكرون السلطة؟
أم أن العلمانية هي التي مارست هذا الاحتكار لعقود؟ العلمانيون في تركيا وسوريا وتونس والجزائر ووو ، مثلًا، لطالما كانوا الحاكمين الفعليين في ظلال أنظمة ديمقراطية مزيفة، وعندما بدأ الإسلاميون يدخلون اللعبة، سقطت الأقنعة وكُشِف الوجه القبيح للإقصاء.
عدم الاستماع للآخرين:
هل الآخرون مستعدون حقًا للاستماع؟
كيف يمكن للذين لا يُمكنهم قبول الآخر أن يطالبوا الجميع بالاستماع لهم؟
العلمانية -في بلادنا على الأقل - لا تعرف شيئًا اسمه "الاستماع"، فهي تتقن فن الإسكات على كل صوت غير موافق، فكما حدث في تركيا حين أُسكتت أصوات العودة إلى الخلافة عبر تعليق أجسادهم أسفل الجسور.
حتى بشار الأسد وصفنا بالإرهابيين ! تخيلوا !
ختاماً؛ ومع كل عيوبهم وأخطائهم وعثراتهم, لم يكن الإسلاميون إلا حالة من الشجاعة في مواجهة قوة كانت تحكم قهراً بعناوين مزيفة.