بعد تحرير البلاد مباشرة، زار فيدان دمشق، ثم تبعته زيارة الشرع إلى الرياض. وكان أول حاكم دولة يزور دمشق بعد التحرير هو الأمير تميم بن حمد، في ما يبدو أنه بداية لعلاقات استراتيجية مع هذه الدول. ورغم أن هذه العلاقات تبدو ظاهريًا ممتازة ومفيدة، إلا أن هناك تحديات وتوازنات دقيقة تفرض نفسها.
تركيا: الفاعل الأكثر حضورًا
تحاول تركيا اقتطاع الجزء الأكبر من "كعكة" النفوذ، من خلال تقديم دعم سياسي قوي، وتدريبات عسكرية، وتواصل استخباري، فضلًا عن دعم لوجستي واقتصادي ملحوظ. الحضور التركي يبدو الأكثر نشاطًا واتساعًا مقارنة ببقية اللاعبين.
السعودية وقطر: دعم محدود حتى الآن
أما بالنسبة للسعودية وقطر، فقد صدرت في المرحلة الأولى تصريحات تؤكد استعدادهما لدعم الإدارة الجديدة بكافة الأشكال. لكن حتى الآن، لا يزال دعمهما مقتصرًا على الجوانب السياسية والإنسانية، دون خطوات عملية أو اقتصادية واضحة.
أسئلة ملحّة:
• هل يستطيع الشرع إدارة التوازنات الدقيقة بين قطر والسعودية وتركيا، دون الانجرار إلى محور على حساب آخر؟
• في حال تغيرت الإدارة في تركيا ووصل حزب لا يرى في سوريا أولوية استراتيجية، هل نحن قادرون على تعويض الفراغ التركي؟
• إلى أي مدى تغلغل النفوذ التركي في الإدارة الجديدة؟ وهل لدينا القدرة على اتخاذ الخيار الصحيح – أو "الأصح" – حتى لو لم يكن متوافقًا مع المصالح التركية؟
• من الواضح أن بلدان الخليج تنتظر تعليق أو تخفيف العقوبات الأميركية قبل الانخراط بفعالية أكبر، في حين أن تركيا تملأ هذا الفراغ بحراك سياسي واقتصادي نشط، يتضمن زيارات رفيعة وتصريحات تعكس رغبة في الشراكة الاستراتيجية.
رأي شخصي:
أعتقد أن العلاقة التركية – السورية ستكون عميقة جدًا، وأتمنى ألا تصل إلى حد الوصاية. ما يدعو للتفاؤل هو موقف الشرع من العملية العسكرية التركية ضد "قسد"، إذ رفضها وأصر على التوصل إلى اتفاق سياسي رغم حساسية الملف بالنسبة لتركيا، وهو ما تحقق فعليًا في نهاية المطاف.
متشوق لقراءة آرائكم..